مشروع الحياة

 

مشروع حدد حياتك ومسارك

نماذج وجداول وأفكار تساعدك في لبسير على الطريق الصحيج بإذن الله

–          رتب حياتك ( السويدان – الراشد )

التخطيط ببساطة-عبدالله العثمان

رتب حياتك – أسئلة جميلة ومساعدة

 


 

على الرابط

اضغط هنا


 

على الرابط

اضغط هنا

13Personality1

 

ما الذي تملكه؟
د.خالد بن عثمان السبت

هناك مجالات كثيرة تحتاج الأمة إليها، فمن كان يجيد لغة من اللغات الأجنبية لماذا لا يذهب إلى مكاتب توعية الجاليات ويسجل اسمه، ويقول: أجيد هذه اللغة، وهذا رقم الهاتف، متى ما احتجتم إلى ترجمة سواء كانت ترجمة محاضرة، أو كان هناك رجل يريد الإسلام، أو رجل تريدون توجيه الدعوة إليه؛ فاتصلوا عليّ، بدلاً من أن يبقى هؤلاء يبحثون عن أحد وقد لا يجدون، قد تكون هذه اللغة يقل من يتقنها، ويستطيع هذا الإنسان أن يترجم بعض المطويات والمقالات والكتيبات ثم تنشر بعد ذلك وينتفع بها الناس، يستطيع أن يترجم هذه الأشياء وينشرها عبر شبكة الإنترنت، ولا يحتاج إلى أموال للطباعة، ووسائل للتوزيع والشحن وما إلى ذلك، بل يترجم هذه المقالة التي أعجبته أو الرسالة أو المطوية فيضع ذلك لينتفع به خلائق لا يحصيهم إلا الله -تبارك وتعالى.

هذا الإنسان الذي قد تخصص في الطب لماذا لا يعرض هذه الخدمات على هذه المؤسسات الخيرية التي تتيح لنا اليوم الكثير من مجالات العمل؟

لو ذهب هذا الطبيب وقال: أنا أحسن هذا النوع من الطب وأستطيع أن أسافر معكم في برامج دعوية، وأقدم الدعوة إلى الله -عز وجل- عن طريق علاج هؤلاء المرضى من الناس.

قد تفتح هذه الجمعيات الخيرية عيادة صغيرة عبارة عن غرفة، يتناوب عليها أطباء ساعة في اليوم الواحد، تبرع بساعة لا أقول في اليوم الواحد بل في الأسبوع، فهذا طبيب في العيون، وهذا طبيب في الباطنية، وهذا طبيب في الأعصاب وهكذا، فيأتي الفقراء الذين ترعاهم هذه الجمعية ويُعالَجون مجاناً، حيث يعرفون أن الطبيب الفلاني يوجد في الساعة الفلانية من أيام الأسبوع، يعالجون مجاناً، فهذا عمل طيب يفرج عن الناس كثيراً، فالطبيب يستطيع أن يمسح على آلام الناس، فالناس يتأثرون من الطبيب جداً، والمريض يتعلق بالقشة، فإذا وجد من الطبيب إصغاء واهتماماً بشئونه وتطميناً له اطمأن إليه قلبه وأحبه، وأحب ما يحمله من دعوة ودين، ولربما أسلم على يده إذا كان هذا الإنسان غير مسلم، ولربما تاب على يده وتأثر به غاية التأثر.

كما أن هذا الإنسان قد يكون من المعلمين كمعلم رياضيات أو لغة عربية أو غير ذلك فيتفق مع إمام المسجد ويقول: لا مانع عندي من بذل ساعة في اليوم أو نصف ساعة أو ساعة في الأسبوع لأدرس أبناء الحي الذين لديهم قصور في هذه المادة، فيجلس لهم ويعلن عن ذلك في المسجد، ويأتي كل طالب في الحي بكتابه، ويحدد القضايا التي لم يفهمها ويقدم له خدمة فيشرحها له بدلاً من أن يكون كاسداً لا ينتفع به، وبهذا يصبح الناس يدعون له، ويؤجر على هذا وخاصة أن ذلك لا يكلفه كثيراً، بل أكثر من هذا أنه قد يكون هذا الإنسان من أصحاب المهارات الرياضية، يتقن بعض الألعاب والقُدَر في الدفاع عن النفس، فيمكن له أن يأتي إلى بعض الأنشطة والمشاريع الخيرية والمراكز الصيفية، والمكتبات والجمعيات الخيرية، ويقول: يمكن أن نفتح فرعاً للتدريب على هذه الألعاب -ألعاب الدفاع على النفس- ويكون ذلك سبباً لجذب كثير من الشباب إلى هذه الأنشطة، فينفع هذا الإنسان غيره ويكون سبباً لتحريك وتجديد النشاط في مثل هذه الأعمال والأماكن التي يتعاون فيها الناس على البر والتقوى.

وقد يكون هذا الإنسان من الخطاطين فيذهب إلى الإخوان في مركز الدعوة أو في الجمعيات الخيرية ويقول: أنا مستعد أن أطبع لكم مجاناً أو أن أخط لكم الإعلانات، فكل من قرأ الإعلان للمحاضرة أو الندوة أو المؤتمر أو نحو ذلك يكون له من هذا الأجر نصيب مع أنه عمل بسيط، ولا أقول: يفرغ نفسه لهذا بل ساعة في الأسبوع، أو ساعتان في الأسبوع، أو ساعة في اليوم الواحد، ويعتذر عما زاد على ذلك.

وقد يكون هذا الإنسان لديه مهارات في الحاسوب ويستطيع من خلاله أن يطبع الدروس العلمية والمحاضرات فيأخذ المحاضرة ويفرغها ويطبعها، ثم تنشر في الإنترنت فيقرؤها أكثر ممن سمعوها.

قد يستطيع هذا الإنسان أن يبرز في الإنترنت، فمن الممكن أن يصمم مواقع دعوية، أو أن ينقل الدروس أو المحاضرات، فكل من سمع فهو شريك في الأجر، وقد لا يستطيع هو أن يلقي هذا الدرس لكنه شريك في الأجر، فلاحظ كيف أنه عمل عملاً بسيطاً لكن أثره عظيم عند الله -عز وجل-، وهذا العمل لا يكلفه مالاً.

وقد يعتذر بعض الناس فيقول: ليس عندي مال أتصدق به، فنقول: هو يستطيع أن يقدم دعوة عبر شبكة الإنترنت، كما يستطيع أن يضع بعض الروابط ويطوِّف في المواقع الطيبة، ثميحيل في الساحات وفي غيرها إلى مقالات جيدة، وموضوعات مهمة مفيدة، ويرشد الناس إلى قراءتها والوقوف عليها، فيؤجر على دلالته على هذا الخير.

كما أن هذا الإنسان قد يفتح موقعاً للاستشارات، وقد لا تتخيلون أثر هذه الأشياء، لكن هناك طوائف من البشر يعيشون في حالة بائسة، لا يجدون التوجيه، وعندهم حرقة في نصر الإسلام والدعوة إلى الله -عز وجل-، وإقامة شرائع الدين، لكن ليس لهم خبرات، فهم في بداية الدعوة، وإن كان عندهم حرص وإخلاص إلا أنهم  ليس عندهم خبرة ولا علم، وقد لا يكون عندك شيء من العلم لكن افتح هذا المكان، واتفق مع من تستطيع أن تصل إليهم من أهل المهارات؛ فهذا يستطيع أن يقدم لك بعض الأشياء في القضايا الدعوية، وهذا يستطيع أن يقدم لك بعض الآراء في إنشاء المقرات والجمعيات، وهذا يستطيع أن يقدم بعض الآراء في الجوانب المتعلقة برعاية الضعفة في المجتمع، وهذا يستطيع أن يقدم أشياء في طريقة التعلم والتعليم، وبم يبدأ في المنهج العلمي؟ وبم ينتهي؟ وكيف يتدرج …الخ، وآخر يستطيع أن يقدم له حلولاً في بعض المشكلات التي تواجه الإنسان في عمله وسيره إلى الله -عز وجل- وهكذا، فيتفق مع هذا وهذا وهذا، ثم يعرض عليهم ما جاءه من أسئلة، نريد أن نقيم مركزاً؟ نريد أن نقيم جمعية؟ ما هي الأشياء التي نحتاج إليها؟ فيأخذ المعلومات من هؤلاء ثم يقدمها لهؤلاء الذين ينتفعون بها، فيصير هو سبب الخير، ويجريه الله -عز وجل- على يده، وهؤلاء في شرق الأرض وغربها.

قد يكون تمام هذا العمل عن طريق التعليم، فيمكن مثلاً لمعلم القرآن أو غير معلم القرآن أن يجلس أمام الإنترنت ويربط بين معلمين هذا في المغرب وهذا في باكستان والثالث في السودان والرابع في بورما، ويحدد وقتاً معيناً مثلاً، ثم يعلن عن ذلك ويأتي الطلاب ويسجلون ويوزعهم على هؤلاء في غرف معينة بطريقة معينة معروفة، ثم يقرءون على الشيوخ في شرق الأرض وفي غربها، والتلاميذ في مساحة الأرض جميعهاً ينتشرون، وللعلم فإن هذا أمر موجود ومطبَّق، فبعض الإخوان يقيم درساً في الإنترنت يومياً أو أسبوعياً، وبنظام معين من تحديد فصل دراسي، وإعداد كشف للحضور والغياب؛ وهو جالس في بيته، هو قد لا يستطيع أن يقيم درساً في المسجد لكن يستطيع أن يقيم درساً في هذه الشبكة، فهناك مجالات كثيرة جداً من الخير ينبغي الحرص عليها وعدم التفريط فيها أو استصغارها.

قد يقول قائل: أنا من أصحاب الأعمال المهنية فماذا يمكن أن أفعل؟

أقول: تستطيع أن تخدم الدين، فما هي مهنتك؟

إن كنت نجاراً، أو سباكاً، أو كهربائياً مثلاً فاذهب إلى المقرات والجمعيات الخيرية، وقل: أنا مستعد أتبرع بساعة في الأسبوع، اذهب إلى بيوت الفقراء وأصلِحْ ما فسد عندهم من هذه الأشياء.

قل: هذه التبرعات التي تأتيكم من أفران وأجهزة كهربائية والتي بعضها معطلة أنا أستطيع أن أفرغ لكم يوماً في الأسبوع أو عصرية وأصلح لكم هذه الأجهزة، ولو كان عندك متجر قطع غيار فمن الممكن أن تتفق معهم وتقول لهم: ما تحتاجون إليه من قطع غيار للصناعة الفلانية أو الجهاز الفلاني أنا أعطيكم إياه مجاناً، لتُدفع هذه الأشياء إلى الفقراء.

إن كنت نجاراً فيأتيهم أثاث فتقول: أنا أتبرع لكم بنصف يوم في الأسبوع أو في الشهر وأصلح هذا الأثاث الذي انكسر وينتفع به الفقراء؛ لماذا لا تفعل هذا في سبيل خدمة الدين؟!

قد يقول الإنسان: أنا عندي مقاولات، فما عساي أن أفعل؟

أقول: تستطيع أن تخدم الدين، فالمدارس النسائية في المنطقة هنا مثلاً بالعشرات، والصيانة تمثل عبئاً كبيراً، ولا نطلب منك أن تتبرع بالمال، بل نريد منك يوماً واحداً فقط ترعى صيانة مدرسة واحدة أو اثنتين بحسب ما عندك من إمكانات، ففلان يتولى صيانة المدرسة الفلانية، والآخر يتولى المدرسة الفلانية، والثالث كذلك.. الخ.

كم عندنا من شركات مقاولات ومؤسسات للصيانة والتعمير والإنشاءات؟ كثيرة جداً، فلو تبرع عشرة من هؤلاء لانحلت مشكلة صيانة الأعمال والمشاريع والمدارس الخيرية، وهكذا قد يكون عند الإنسان خبرات في مجالات معينة كوضع مناهج مثلاً فكم من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية والمدارس بحاجة إلى مناهج، كذلك إقامة دورات علمية هنا وهناك يشارك فيها الشخص في الداخل وفي الخارج، في القرى وفي المدن.

قد يكون عندك خبرات إدارية ويوجد عندنا جمعيات ومؤسسات تعمل بجد ونشاط، ولكنها تحتاج إلى تطوير من الناحية الإدارية، فيتضاعف إنتاجها، فلماذا لا تأتي إلى هؤلاء وتقدم لهم خبرات واستشارات فينتفعوا بذلك؟ المطلوب فقط ساعة واحدة في الأسبوع، أو عبر الهاتف يتصلون عليك ليعرضوا عليك بعض الخطط والمشاريع السنوية أو غير ذلك، ثم تكتب لهم بعض الملحوظات.

وقد يقول الإنسان: أنا لا أصلح لا لهذا ولا لهذا، فما عساي أن أصنع؟

أقول: خذ إعلانات للمحاضرات وألصقها على المساجد، والحقيقة أن كثرة الإعلانات للمحاضرات يمثل عبئاً كبيراً، فلو قام بهذا بعض الشباب لانحلت مشكلة كبيرة.

قد يكون الإنسان يحسن الاستقبال والحفاوة بالمشايخ، والمشايخ يأتون من مناطق مختلفة من خارج البلد     -خاصة في الدورات العلمية- وهذا يحتاج إلى جهد كبير، فيمكن أن يتفرغ له أناس، فيذهب مع هذا الشيخ، ويأتي به إلى الفندق ويجلس معه، ويذهب به إلى الدرس، يذهب به حيث شاء، ويقول: أنا مستعد أن أكون وقفاً لمدة أسبوع أو أسبوعين لهذا الشيخ، فيذهب به ويجيء، أي أنه يتكفل بهذا الجانب، فقد يقول: أين أجد هذا؟ أقول: اذهب إلى الذين يشرفون على الدورات، اذهب وقدم خدماتك، اعرض خدماتك على هؤلاء.

قد يقول هذا الإنسان: أنا عندي قدرة على الإلقاء لكن ليس عندي وقت لتحضير المادة العلمية، فنقول: هناك آخرون يمكن أن يجمعوا المادة العلمية ويقدمها آخر، فنوزع الأدوار، قد يقول إنسان: أنا عندي قدرة على الإلقاء الجيد الجذاب في المناسبات، أقول: نعم هناك حفلات تقيمها المؤسسات الخيرية ومكاتب الدعوة، وهناك مناسبات كثيرة جداً تستطيع أن تدير فيها هذا الحفل، وتكون أنت المقدم فيه، وقد تقدم في الأشرطة الإسلامية -في أولها- كلمة بين يدي الشريط فتؤجر على هذا.

وقد يقول الإنسان: أنا أستطيع أن أفرغ الأشرطة، نقول: هناك دروس كثيرة ومحاضرات تحتاج إلى تفريغ، وقد يقول هذا الإنسان: أنا عندي قلم سيال أستطيع أن أكتب، نقول: اكتب رسائل تتضمن نصائح لفئات من المجتمع، ثم يقوم آخر بطبعها، ويقوم آخر بتوزيعها.

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *